إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا
شرح سلم الوصول وأبواب من كتاب التوحيد
78779 مشاهدة
الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه

صلى عليــه ربنــا ومجــدا
والآل والصحــب دوامــا سرمــدا
الصلاة من الله: ثناؤه على عبده في الملأ الأعلى، ومنهم من يقول: الصلاة من الله الرحمة، هكذا اشتهر عن الفقهاء، وذلك لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما سألوه قالوا: كيف نصلي عليك ؟ قال: قولوا: اللهم صل على محمد وآل محمد، كما صليت على إبراهيم أو على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وآل محمد، كما باركت على آل إبراهيم ؛ يعني الصلاة على آل إبراهيم ذكرت في قوله: رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ والبركة ذكرت في وَبَرَكَاتُهُ .
فلما ذكر الله تعالى أن الملائكة قالوا: رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ أخذ من هذه الآية أن الله صلى على آل إبراهيم بقوله: رَحْمَةُ اللَّهِ وَبارَكَ على آل إبراهيم في قوله: وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ فهذه رحمته التي هي صلاة، وبركته التي في قوله: وَبَرَكَاتُهُ ؛ مع أن ذلك أيضا جاء في أول التشهد ولكن بلفظ السلام: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته.
ولكن جاء في أثر رواه البخاري عن أبي العالية قال: صلاة الله على عبده ثناؤه عليه في الملأ الأعلى، فهذا عن صلاته، والأصل أن الصلاة هي الدعاء كما تعرفون، في قوله تعالى: وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ أي: ادع لهم؛ ومع ذلك كان -عليه الصلاة والسلام- إذا جاءه أحد بصدقته يقول: اللهم صل على آل فلان، يقول ابن أبي أوفى فجاءه أبي بصدقته فقال: اللهم صل على آل أبي أوفى فالمراد: ارحمهم واغفر لهم.
فالصلاة في الأصل هي الدعاء، ولكن استعملت خاصة في الصلوات الخمس؛ لأنها مشتملة على الدعاء، ثم استعملت في الصلاة على الأنبياء وغيرهم، يجوز الصلاة على غير النبي، ولكن لا تتخذ عادة .
صلـى عليه ربـنا ومجـدا
.........................
(والتمجيد) هو: المدح والإظهار، مجده الله يعني رفع مكانته.
......................................
والآل والصـحــب دوامــا سرمــدا
أي وصلى على آله، آله هم أهل بيته، هكذا يرجح شيخ الإسلام ابن تيمية ؛ يقول: آله وجد في الروايات أخرى اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته ؛ فدل على أن آله يدخل فيهم أزواجه وذريته وأقاربه كأعمامه وبني أعمامه.
وذهب آخرون إلى أن آله هم أتباعه على دينه، وأن جميع أمته الذين تمسكوا بشريعته فإنهم من آله، ونظم ذلك بعضهم في بيتين تجدونهما في أول نيل الأوطار للشوكاني يقول:
آل النبـي هــمُ أتبــاع مـلتــه
مَـن كان مِن عجـم منهم ومن عـرب
لو لـم يـكـن آلــه إلا قرابتــه
صلـى المصلـي على الطـاغي أبي لهب
ولكن الذين قالوا: إن آله أقاربه استخرجوا منهم من مات كافرا كأبي لهب .
وأما الصحب فهم الذين صحبوا النبي -صلى الله عليه وسلم- في حياته؛ يعني آمنوا به في حياته وجالسوه ورأوه، كل من رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- مؤمنا به مصدقا فإنه من الصحابة، يقول: (دواما سرمدا)؛ يعني صلاة وسلاما دائمين لا ينقطعان.